إن مشاركة أولياء أمور الطلبة المصابين بالتوحد في برامج التربية الخاصة يعتمد على عدة مبادئ أساسية، منها وجود إتجاهات لدى الأخصائيين نحو أولياء الأمور ودورهم في تنمية قدرات أطفالهم وتطويرها إضافة إلى مساهمتهم في تحسين المناهج المدرسية وتغذيتها بما يقدموه من مشاركة فعلية تشجع وتعزز أطفالهم.
كما أن الإقتناع بأهمية تلبية حاجات أولياء الأمور الضرورية بتوفير أسباب وطرق متعددة يمكن إستخدامها لضمان مشاركتهم وتنشيط أدوارهم، الأمر الذي يكون له بالمقابل مردود ايجابي من ناحية أخرى حيث أن اشراكهم في برامج التربية الخاصة يعمل على إستبدال مشاعر الإحباط لديهم ويعزز شعورهم بأهميتهم وقيمتهم الذاتية.
ويجب علينا أن نؤمن بأن كل ولي أمر مهما إنخفض مستواه الثقافي فإن لديه القدرة على المشاركة الإيجابية سواء في تطوير البرامج التربوية الخاصة أو تنويعها وتنفيذها.
فمن المعلوم أن أولياء الأمور بإمكانهم التأثير الإيجابي في تحسين نمو أطفالهم فيما لو دربوا على المهارات والأساليب اللازمة للتربية الخاصة، لذا فإن إشراك أولياء الأمور وتدخلهم المبكر في تدريب أطفالهم ركيزة أساسية في برامج التربية الخاصة، وذلك بإعتماد اللقاءات الأسبوعية معهم وعقد الندوات والإجتماعات لتدريبهم على إستعمال الأساليب التربوية الحديثة كالتقليد والتعزيز والتغذية الراجعة التصحيحية.
ولأهمية الدور الذي يلعبه أولياء الأمور يجب على مراكز التربية الخاصة فتح قنوات إتصال معهم وعقد الإجتماعات واللقاءات الدورية على أن تتمثل قنوات الاتصال في الأشكال التالية:
المؤتمرات والندوات التثقيفية
يجب دعوة أولياء الأمور لهذه المؤتمرات على الأقل مرة في العام وذلك لرفدهم بالمعلومات وتوفير آخر التطورات والمستجدات لهم في مجال التوحد وبرامج التربية الخاصة.
الإجتماعات المصغرة
في مثل هذه الإجتماعات المصغرة يناقش أولياء الأمور فيها موضوعات محددة ودقيقة وتكون بشكل أسبوعي أو شهري، وتكون بصفة أقرب وأقوى بين الحضور بعضهم ببعض، كما يستحب رفع الطابع الرسمي عن تلك اللقاءات لما يترتب على ذلك من ترسيخ للعلاقات بين أولياء الأمور والمركز وبالتالي رسم صورة واضحة عن الطرفين بالمتطلبات والاحتياجات وبكيفية تسهيل سبل التعاون بين الجميع.
الإجتماعات الفردية:
تتم الإجتماعات الفردية في الغالب في نهاية الإجتماعات المصغرة أو عن طريق الإتصال الفردي أو الحضور الشخصي لأولياء الأمور لمناقشة أمور تخص أبناءهم وخططهم التربوية الفردية، ومن خلال تلك الإجتماعات واللقاءات يجب التركيز على أولياء الأمور كجزء من برنامج الطالب وتفهم حاجاتهم والحصول على
رضا ولي الأمر وإعطائه جزء من المسؤلية في معالجة القضايا المطروحة والحذر من تعزيز الإعتماد الكلي على الأخصائيين في حل ومعالجة جميع المشكلات والقضايا.
بقلم: فراج السيد توفيق
معلم تربية خاصة
مركز دبي للتوحد